قوله
رحمه الله:
«الذين الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّهُ
يُعَاقِبُ عَبْدَهُ عَلَى مَا لَمْ يَفْعَلْهُ، بَلْ يُعَاقِبُهُ عَلَى فِعْلِهِ
هُوَ سُبْحَانَهُ»، يقولون: «إن الله
هو الذي خلق المعصية، والعبد ليس له فيها أي تدخل، وإنما أجبره عليها»؛ إذن
يعذبه على غير فعله، فيكون ظالمًا! تعالى الله عن ذلك.
قوله
رحمه الله:
«وَإِذَا اسْتَحَالَ فِي العُقُولِ أَنْ
يُجْبِرَ السَّيِّدُ عَبْدَهُ عَلَى فِعْلٍ ثُمَّ يُعَاقِبُهُ عَلَيْه» هذا في
الناس لا يصلح: أن يجبر السيد عبده على فعل، ثم يعاقبه عليه، كيف تجبره عليه ثم
تعاقبه عليه؟! هذا يصير ظالمًا، فكيف بالله عز وجل ؟! الله أعطى العبد قدرة ومشيئة
واختيارًا، وتمييزًا بين الخير والشر، فهو الذي أقدم وفعل؛ فالله يعذبه على
أفعاله، لا على القضاء والقدر.
قوله
رحمه الله:
«فَكَيْفَ يَصْدُرُ هَذَا مِنْ أَعْدَلِ
العَادِلِينَ؟!» وهو الله عز وجل.
قوله
رحمه الله:
«لاَ قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ نَفَى
رَحْمَتَهُ وَرِضَاهُ وَمَحَبَّتَهُ وَغَضَبَه» كذلك ما قدر الله حق قدره من
نفى عنه الأسماء والصفات، من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، ومن سار على نهجهم، ما
قدروا الله حق قدره؛ حيث سلبوه كماله وعظمته، وجعلوه مجردًا عن الأسماء والصفات؛
فصار مستحيلاً أو معدومًا! نسأل الله العافية.
قوله رحمه الله: «مَنْ نَفَى رَحْمَتَهُ وَرِضَاهُ وَمَحَبَّتَهُ وَغَضَبَهُ وَحِكْمَتَهُ مُطْلَقًا وَحَقِيقَةَ فِعْلِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ فِعْلاً اخْتِيَارِيًّا، بَلْ أَفْعَالُهُ مَفْعُولاتٌ مُنْفَصِلَةٌ عَنْهُ» هذه أمثلة، وإلا فالكلام على من نفى الأسماء والصفات، فهذا ما قدر الله حق قدره؛ حيث وصفه بالعجز، ووصفه بالنقص، وشبهه بالجمادات!
الصفحة 4 / 309