فهذا
مآلهم يوم القيامة، وكل عبادة لغير الله فهذا مآلها والعياذ بالله، هل يبقى بعد
هذا عاقل يتعلق بغير الله لو أن هناك عقولاً سليمة وفطرًا مستقيمة؟! ولكن تطمس
العقول والعياذ بالله، وتتغير الفطر وتنتكس.
قوله
رحمه الله:
«وَأَنَّهُ مُوجِبٌ لِلْخُلُودِ فِي
العَذَابِ العَظِيمِ» فالشرك باطل؛ لأنه لم يُبْنَ على برهان ولا على دليل،
وإنما بني على شبهاتٍ وأكاذيبَ ودعاياتٍ تضمحل وتبطل، بخلاف التوحيد -وهو: إفراد
الله بالعبادة - فإنه مبني على البراهين والآيات الكونية والآيات القرآنية، فهو
مبني على براهين وحجج، وأما الشرك فهو مبني على أوهام ليس لها أصل؛ قال تعالى: {مَثَلُ ٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ
بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ} [العنكبوت: 41] بيت
العنكبوت ما يظل من الشمس، ولا يمنع من البرد، ولا يقي من البرد ولا من المطر؛
فكذلك آلهة المشركين التي اتخذوها مثل بيت العنكبوت -نسأل الله العافية - ولذلك
صار الشرك لا يغفر إلا بالتوبة منه، أما من مات عليه فإنه لا يغفر له: {إِنَّهُۥ
مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍٖ}
[المائدة: 72]، {إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النساء: 48].
فالشرك
هو أعظم الذنوب، وأعظم ما نهى الله عنه، وهو أخطر الذنوب، إذا مات الإنسان عليه لا
يغفر له، وإذا مات عليه يحرم من الجنة {وَمَأۡوَىٰهُ
ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍٖ}.