×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَاعْلمْ أَنَّ النَّاسَ فِي عِبَادَةِ اللهِ - تَعَالَى - وَالاسْتِعَانَةِ بِهِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ:

أَجَلُّهَا وَأَفْضَلُهَا: أَهْلُ العِبَادَةِ والاسْتِعَانَةِ بِاللهِ عَلَيْهَا؛ فَعِبَادَةُ اللهِ غَايَةُ مُرَادِهِمْ، وَطَلَبُهُمْ مِنْهُ أَنْ يُعِينَهُمْ عَلَيْهَا وَيُوَفِّقَهُمْ لِلْقِيَامِ بِهَا نِهَايَةُ مَقْصُودِهِمْ، وَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلُ مَا يُسْأَلُ الرَّبُّ - تَعَالَى - الإِعَانَةَ عَلَى مَرْضَاتِهِ.

****

الشرح

هناك عبادة واستعانة: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وعلى هذه الآية يدور كتاب ابن القيم رحمه الله: «مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين»، بناه على هذه المنازل، على هذه الآية: {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}. فلا بد من عبادة الله، والاستعانة به، والناس انقسموا نحو هذا على أربعة أقسام، يذكرها الشيخ رحمه الله:

القسم الأول: وهم من جمع بين العبادة والاستعانة.

القسم الثاني: من لا يعبد الله، ولا يستعين به.

القسم الثالث: من يعبد الله، ولكن لا يستعين به.

القسم الرابع: من يستعين بالله، ولكن لا يعبده.

ولا يصح إلا القسم الأول: الذين جمعوا بين العبادة والاستعانة، {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}، تعاهد الله ألا تعبد إلا إياه، ولا تستعين إلا به في كل ركعة من صلاتك، حينما تقرأ هذه السورة العظيمة؛ سورة الفاتحة.


الشرح