ثُمَّ هَؤُلاَءِ قِسْمَانِ:
فَالعَارِفُونَ
إِذَا جَاءَ الأَمْرُ وَالنَّهْيُ بَادَرُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ فَرَّقَهُمْ
وَأَذْهَبَ جَمْعَهُمْ.
وَالمُنْحَرِفُونَ
مِنْهُمْ يَقُولُونَ: المَقْصُودُ مِنَ القَلْبِ جَمعِيَّتُهُ، فَإِذَا جَاءَ مَا
يُفَرِّقُهُ عَنِ اللهِ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَيَقُولُونَ:
يُطَالَبُ بِالأَوْرَادِ مَنْ كَانَ
غَافِلاً |
|
فَكَيْفَ بِقَلْبٍ كُلُّ
أَوْقَاتِهِ وِرْدُ. |
****
الشرح
تقدم
أن المؤلف رحمه الله ذكر أنه يشترط لقبول العمل عند الله شرطان:
الشرط
الأول:
الإخلاص لله عز وجل.
الشرط
الثاني:
المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم
قال:
إن أهل الإخلاص والمتابعة هم أهل: {إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}
[الفاتحة: 5] هذه الآية من سورة «الفاتحة»،
{إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ} هذا فيه الإخلاص، وقد
قدم المعمول وهو: {إِيَّاكَ} على العامل وهو {نَعۡبُدُ} وهو يفيد الإخلاص، فهذا
فيه تخصيص، وفيه إخلاص لله عز وجل أي: لا نعبد سواك، {وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ} كذلك لا نستعين إلا بك،
قال العلماء: هذا عهده بين العبد وبين ربه ألا يعبد إلا إياه، ولا يستعين إلا به،
فيجب على المسلم أن يلتزم بهذا العهد الذي يكرره في كل ركعة من صلاته، يخاطب به
ربه عز وجل.
وأهل: {إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}
هم على أربعة أصناف، سيذكرها المؤلف.
قوله
رحمه الله:
«عِنْدَهُمْ أَنْفَعُ العِبَادَاتِ
وَأَفْضَلُهَا أَشَقُّهَا عَلَى النُّفُوسِ وَأَصْعَبُهَا» هؤلاء هم الصنف
الأول، وهذا الكلام فيه نظر كما يقول