×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 شيخ الإسلام ابن تيمية، فقول: «إن أفضل العبادات أشقها وما فيه تعب كثير على النفس» هذا فيه نظر؛ لأن أفضل العبادات هو أخلصها لله عز وجل وقد يكون العمل شاقًّا ولكنه لا يقبله الله؛ كالذي يعمل بالبدع، فأهل البدع عندهم تعب، وعندهم مشقة، وعندهم تقشف، وعندهم حرمان للنفوس، ولكنهم على غير هدى، وعلى غير متابعة؛ فالأجر إنما هو على قدر الإخلاص، والمؤلف رحمه الله لا يقر هذا وإنما يحكيه، وهذا يغلب على الصوفية.

قوله رحمه الله: «وَالأَجْرُ عَلَى قَدْرِ المَشَقَّةِ» هذا غير صحيح؛ فالأجر على قدر الإخلاص؛ فقد يكون العمل شاقًّا ومكلفًا ولكن ليس فيه أجر أصلاً؛ لأنه على غير متابعة.

قوله رحمه الله: «وَرَوَوْا حَدِيثًا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ» أي: ليس ثابتًا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل ليس محفوظًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

««أفضل الأعمال أحمزها»؛ أي: أصعبها وأشقها» أي: أصعبها وأشقها. أخذوا من هذا أن أفضل الأعمال أشقها، وهذا الحديث ليس له أصل، فهذا القول غير صحيح.

قوله رحمه الله: «وَهَؤُلاَءِ هُمْ أَرْبَابُ المُجَاهَدَاتِ» أي: الصوفية.

قوله رحمه الله: «قَالُوا: وَإِنَّمَا تَسْتَقِيمُ النُّفُوسُ بِذَلِكَ؛ إِذْ طَبْعُهَا الكَسَلُ وَالمُهَاوَنَةُ وَالإِخْلاَدُ إِلَى الرَّاحَةِ، فلاَ تَسْتَقِيمُ النُّفُوسُ بِذَلِكَ إِلاَّ بِرُكُوبِ الأَهْوَالِ وَتَحَمُّلِ المَشَاقِّ»، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» ([1])؛ فالنفس لها حق: ألا تشق عليها،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6134)، ومسلم رقم (1159).