×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدٍ مُرْسَلاً. وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَ القَعْنَبِيِّ لاَ مُرْسَلاً وَلاَ مُسْنَدًا.

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنٍ» يَعْنِي: شَيْئَيْنِ مِنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ نَحْوَ دِرْهَمَيْنِ، أو دِينَارَيْنِ، أو فَرَسَيْنِ، أو قَمِيصَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أو مَشَى فِي سَبِيلِ اللهِ - تَعَالَى - خُطْوَتَيْنِ، أو صَامَ يَوْمَيْنِ، وَنَحْو ذَلِكَ. وَإِنَّمَا أَرَادَ- واللهُ أَعْلَمُ- أَقَلَّ التَّكْرَارِ، وَأَقَلَّ وُجُوهِ المُدَاوَمَةِ عَلَى العَمَلِ مِنْ أَعْمَالِ البِرِّ؛ لأَِنَّ الاثْنَيْنِ أَقَلُّ الجَمْعِ. فَهَذَا كَالغَيْثِ، أَيْنَ وَقَعَ نَفَعَ، صَحِبَ اللهَ بِلاَ خَلْقٍ، وَصَحِبَ الخَلْقَ بِلاَ نَفْسٍ، إِذَا كَانَ مَعَ اللهِ عَزَلَ الخَلاَئِقَ مَعَ البَيْنِ، وَتَخَلَّى عَنْهُمْ، وَإِذَا كَانَ مَعَ خَلْقِهِ عَزَلَ نَفْسَهُ مِنَ الوَسَطِ وَتَخَلَّى عَنْهَا، فَمَا أَغْرَبَهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَا أَشَدَّ وَحْشَتَهُ مِنْهُمْ، وَمَا أَعْظَمَ أُنْسَهُ باللهِ وَفَرَحَهُ بِهِ، وَطُمَأْنِينَتَهُ وَسُكُونَهُ إِلَيْهِ.

****

الشرح

فأبو بكر رضي الله عنه شارك في كل هذه المجالات؛ فالمسلم يشارك في أعمال الخير ولا يقتصر على نوع واحد منها.

وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟»، وقد نال هذه المرتبة العظيمة، أفضل الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولذلك لقب بالصديق؛ لكثرة صدقه رضي الله عنه: صدق مع الله، وصدق مع رسول الله، وصدق مع الخلق.


الشرح