وَأَسْتَحْضِرُ هَهُنَا حَدِيثَ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَقَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحُضُورِهِ:
«هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَطْعَمَ اليَوْمَ مِسْكِينًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا،
قَالَ: هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَنَا، قَالَ: هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَادَ اليَوْمَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَنَا، قَالَ: هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ اتَّبَعَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَنَا...»، الْحَدِيث.
هَذَا
الحَدِيثُ رُوِيَ عَنْ طَرِيقِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
فَقَالَ: مَنْ صَامَ اليَوْمَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: مَنْ تَصَدَّقَ
اليَوْمَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا اليَوْمَ؟ قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: مَنْ شَهِدَ اليَوْمَ جَنَازَةً؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَنَا، قَالَ: وَجَبَتْ لَكَ» يَعْنِي: الجَنَّةَ. ونُعَيْمُ بْنُ سَالِمٍ وَإِنْ
تُكُلِّمَ فِيهِ، لَكِنْ تَابَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ.
وَلَهُ
أَصْلٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ
اللهِ نُودِيَ فِي الجَنَّةِ، يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ
أَهْلِ الصَّلاَةِ نُودِي مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الجِهَادِ نُودِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ
دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ. فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يَا
رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى مَنْ يُدْعَى مِنْ هَذِهِ الأَبْوَابِ كُلِّهَا مِنْ
ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ:
نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».
هَكَذا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ مَوْصُولاً مُسْنَدًا عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيِى، وَمَعْنِ بْنِ عِيسَى، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ المُبَارَكِ.