×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي الْخَيْرَ»:

الصلاة من الله: الثناء على عبده في الملإ الأعلى.

وصلاة الملائكة: الاستغفار.

وصلاة الآدميين: الدعاء؛ قال تعالى: {خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ} [التوبة: 103] أي: ادع لهم.

وَقَال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ، حَتَّى الحِيتَان فِي البَحْرِ وَالنَّملَة فِي جُحْرِهَا»، هذا جزء من حديث أبي الدرداء، وقد شرحه الإمام ابن رجب في رسالة مستقلة باسم «شرح حديث أبي الدرداء: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» شرحًا وافيًا في رسالة مستقلة، وهي مفيدة جدًّا.

لماذا الحيتان في البحر تستغفر له، والنمل في جحرها تستغفر له؟

لأنه يدعو الناس إلى الخير، ويحصل المطر ويحصل النماء وكثرة الخير، فالنملة تأكل من رزق الله عز وجل الذي يحدث بسبب هذا العالم الذي يعلم الناس الخير، وينزل الخير بسببه، وتصلح الأرض بسببه.

وأما صاحب الشر - والعياذ بالله - فإنه تلعنه الحيتان في البحر وتلعنه الدواب؛ كما قال عز وجل: {يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة: 159] من الدواب والحشرات التي تموت بسببه؛ لأنه تسبب في فساد الأرض، وانحباس المطر.

قوله رحمه الله: «قَالُوا: وصَاحِبُ العِبَادَةِ إِذَا مَاتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَصَاحِبُ النَّفْعِ لاَ يَنْقَطِعُ عَمَلُهُ مَا دَامَ نَفْعُهُ الَّذِي تَسَبَّبَ فِيهِ» هذا من الفروق؛ فصاحب العبادة والنفع القاصر إذا مات انقطع عمله، وأما العالم وإن مات فلن ينقطع عمله ما بقي علمه ينتفع به؛


الشرح