وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ:
«لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ»
([1]). وَقَال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا». وقال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي الْخَيْرَ» ([2]). وَقَالَ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ العَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ،
حَتَّى الحِيتَان فِي البَحْرِ وَالنَّملَة فِي جُحْرِهَا» ([3]). قَالُوا: وصَاحِبُ
العِبَادَةِ إِذَا مَاتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَصَاحِبُ النَّفْعِ لاَ يَنْقَطِعُ
عَمَلُهُ مَا دَامَ نَفْعُهُ الَّذِي تَسَبَّبَ فِيهِ.
****
الشرح
قوله
صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب عندما أعطاه الراية يوم خيبر، قال له: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ
إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ
يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ
النَّعَمِ».
هذا
النفع في الدعوة، رجل واحد، فكيف إذا اهتدى به أمم من الناس وأجيال؟
«وَقَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ([4])؛ فالدعوة إلى الله هي النفع المتعدي.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3701)، ومسلم رقم (2406).