لِقَوْلِهِ
صلى الله عليه وسلم: «الخَلْقُ عِيَالُ
اللهِ»، أي: فقراء إلى الله، مِن العَيْلَةِ، وهي الفقر، كما قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} [فاطر: 15].
«وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللهِ
أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ»، أي: للفقراء؛ فهذا يدل على أن النفع المتعدي أفضل من النفع
القاصر، ومعنى الحديث معروف؛ فالنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر، وهذا له أدلة
غير هذا الحديث.
قوله
رحمه الله:
«قَالُوا: وَعَمَلُ العَابِدِ قَاصِرٌ
عَلَى نَفْسِهِ، وَعَمَلُ النَّفَّاعِ مُتَعَدٍّ إِلَى الغَيْرِ، فَأَيْنَ
أَحَدُهُمَا مِنَ الآخَرِ؟» أين الإنسان الذي يصلي الليل ويصوم النهار ويجلس
للأذكار من العالم الذي يعلم الناس، ويدعوهم، ويفتيهم، ويفصل بينهم إذا اختلفوا؟!
فليس بينهما مقارنة؛ فالعالم أفضل.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ العَالِمِ العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ» فالكوكب لا يضيء للناس ولا ينفعهم، وإنما ينفعهم بالاقتداء والاهتداء في السفر فقط، ولكنه لا يضيء لهم الطريق، بخلاف القمر؛ فإنه يضيء لهم الطريق، وينتفعون به.