×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فلا عبادة من دون هذين الأمرين: غاية الحب، مع غاية الذل؛ قال ابن القيم رحمه الله في النونية:

وعبادة الرحمن غاية حُبِّه

 

مع ذُلِّ عابده هما قُطبان

وعليهما فَلَكُ العبادة دائرٌ

 

ما دار حتى قامت القطبان

ومداره بالأمر أمر رسوله

 

لا بالهوى والنفس والشيطان

فهذه هي العبادة.

قوله رحمه الله: «مَعَ الخُضُوعِ لَهُ، وَالانْقِيَادِ لأَِمْرِهِ» هذا هو الذل لله عز وجل.

قوله رحمه الله: «فَأَصْلُ العِبَادَةِ مَحَبَّةُ اللهِ، بَلْ إِفْرَادُهُ - تَعَالَى - بِالمَحَبَّةِ»، فلا يجوز أن يشرك معه أحد في المحبة التي معها ذل وخضوع، لا يجوز هذا، أما المحبة من دون ذل فنعم يوجد هذا، أو ذل من دون محبة يوجد، ولكن لا يسمى عبادة.

قوله رحمه الله: «فَلاَ يُحَبُّ مَعَهُ سِوَاهُ» أي: محبة العبودية؛ فمحبة العبودية لا تقبل الاشتراك، فلا تحب أحدًا كمحبة الله، قال تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِ} [البقرة: 165] فهذا فيه بيان أن من أشرك مع الله في المحبة - محبة العبودية التي هي حب وذل - فإنه يكفر بذلك: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا} يعني: شركاء {يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ}؛ فالمشركون يحبون أصنامهم، ما عبدوها إلا لأنهم يحبونها ويذلون لها، ويصرفون المحبة لها، ويشركونها مع الله سبحانه وتعالى في ذلك، {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ ١٦٥ إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ١٦٦} [البقرة: 165، 166]


الشرح