أي: انقطعت المحبة التي
عبدوهم من أجلها، وعادوهم، انقلبت عداوة، {وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ
لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ} [الأحقاف: 6] قال تعالى: {إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ
أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ
وَمَا لَكُم مِّن نَّٰصِرِينَ}
[العنكبوت: 25]، ولا تبقى إلا محبة الله عز وجل قال تعالى: {ٱلۡأَخِلَّآءُ
يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] هذه التي
تبقى حب الله وحب أولياء الله عز وجل فمحبتهم لله وفي الله، هذا الذي يبقى.
قوله
رحمه الله:
«وَإِنَمَّا يُحَبُّ مَا يُحِبُّهُ
لأَِجْلِهِ وَفِيهِ» فهو يحب من يحب من المخلوقين من أجل الله، وفي الله، لا
مع الله، وإنما في الله، ومن أجل الله، والمتحابون في الله يكونون على منابر من
نور يوم القيامة، فالمتحابون في الله الذين لا يتحابون من أجل الدنيا ومن أجل
القبلية والأنساب؛ وإنما يتحابون من أجل الله وفي الله، هذه المحبة المثمرة
المفيدة.
قوله
رحمه الله:
«كَمَا يُحَبُّ أَنْبِيَاؤُهُ وَرُسُلُهُ
وَمَلائِكَتُهُ» فمحبة الأنبياء والرسل والملائكة والصالحين هي من أجل الله،
ومحبة في الله عز وجل ففرق بين المحبة مع الله، والمحبة في الله.
قوله
رحمه الله: «لأَِنَّ مَحَبَّتَهُمْ مِنْ
تَمَامِ مَحَبَّتِهِ» فهو ما أحبهم إلا لأن الله يحبهم، فهو يحب من يحبه الله،
ويحب ما يحبه الله عز وجل من الأقوال والأعمال، هذه هي العبادة.
قوله رحمه الله: «وَلَيْسَتْ كَمَحَبَّةِ مَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِهِ أَنْدَادًا يُحِبُّهُمْ كَحُبِّهِ» أي: كالمشركين.