×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَإِذَا كَانَتِ المَحَبَّةُ لَهُ هِيَ حَقِيقَة عُبُودِيَّتِهِ وَسِرهَا، فَهِيَ إِنَّمَا تَتَحَقَّقُ بِاتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ.

فَعِنْدَ اتِّبَاعِ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ تَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ العُبُودِيَّةِ وَالمَحَبَّةِ، وَلِهَذَا جَعَلَ سبحانه وتعالى اتِّبَاعَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَمًا عَلَيْهَا، وَشَاهِدًا لَهَا، كَمَا قال تعالى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ} [آل عمران: 31] فَجَعَلَ اتِّبَاعَ رَسُولِهِ مَشْرُوطًا بِمَحَبَّتِهِم اللهَ - تَعَالى - وَشَرْطًا لِمَحَبَّةِ اللهِ لَهُمْ، وَوُجُودُ المَشـْرُوطِ بِدُونِ تَحَقُّقِ شَرْطِهِ مُمْتَنِعٌ؛ فَعُلِمَ انْتِفَاءُ المَحَبَّةِ عِنْدَ انْتِفَاءِ المُتَابَعَةِ لِلرَّسُولِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَإِذَا كَانَتِ المَحَبَّةُ لَهُ هِيَ حَقِيقَةَ عُبُودِيَّتِهِ وَسِرَّهَا، فَهِيَ إِنَّمَا تَتَحَقَّقُ بِاتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ» فلا يكفي مجرد المحبة؛ بل لا بد من اتباع أمره، إذا كانت محبة لله، ويحب الله فلا بد أن يتبع ما أمر الله به، ويترك ما نهى الله عنه، فلا يكفي أن يقول: «أنا أحب الله، ولا يضرني أني لا أصلي ولا أصوم وأفعل ما أريد»! فهذا كذاب، ولا يحب الله، الذي يحب الله يتبع ما أمر الله به، وما نهى عنه، ويتبع رسله: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢} [آل عمران: 31، 32]؛ فمحبة الله ليست مجرد دعوى، بل هي حقيقة، علامتها: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وثمرتها: {يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ}.

قوله رحمه الله: «فَعِنْدَ اتِّبَاعِ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ تَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ العُبُودِيَّةِ وَالمَحَبَّةِ» فالأمر والنهي هو الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح