×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «عَلَمًا عَلَيْهَا، وَشَاهِدًا لَهَا» أي: على محبة الله.

قوله تعالى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّه} هذه آية الامتحان، لما قال اليهود: {نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ} [المائدة: 18] ادعوا هذا، فامتحنهم الله بهذه الآية: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ} [آل عمران: 31].

قوله رحمه الله: «فَجَعَلَ اتِّبَاعَ رَسُولِهِ مَشْرُوطًا بِمَحَبَّتِهِم اللهَ - تَعَالى - وَشَرْطًا لِمَحَبَّةِ اللهِ لَهُم» هذه تأتي على الصوفية أيضًا الذين يقولون: «نحن نحب الله»، لكن لا يتبعون الرسول، فهم كاذبون في هذا، فكل من ادعى محبة الله وهو لا يتبع الرسول فهو كاذب في دعوى المحبة، فليس هناك طريق إلا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم هو الطريق إلى الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «وَوُجُودُ المَشـْرُوطِ بِدُونِ تَحَقُّقِ شَرْطِهِ مُمْتَنِعٌ» هذا معروف: أن الشرط ما يلزم من عدمه العدم، فعدم الشرط يلزم منه عدم المشروط.

قوله رحمه الله: «فَعُلِمَ انْتِفَاءُ المَحَبَّةِ عِنْدَ انْتِفَاءِ المُتَابَعَةِ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم »، علم من هذا انتفاء محبة الله التي يدعونها، وهم لا يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا عام لليهود والنصارى وغيرهم، فكل من يدعي أنه يحب الله ولكن لا يطيع الرسول، ولا يتبع الرسول فهذا كاذب في محبته لله.

ويتبع هذا أيضًا أن يحب من يحبه الله، ويكره ما يكرهه الله، فهذا دليل على محبة الله:

أولاً: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو الأصل.

ثانيًا: أن يحب كل ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله، وأن لا يقدم شيئًا على محبة الله، فإذا تعارض شيء من أطماع الدنيا مع محبة الله،


الشرح