×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَلاَ يَكْفِي ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَتَى كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا فَهُوَ الإِشرَاكُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ، قال تعالى: {حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} [التوبة: 24].

وَكُلُّ مَنْ قَدَّمَ قَوْلَ غَيْرِ اللهِ عَلَى قَوْلِ اللهِ، أو حَكَمَ بِهِ، أو حَاكَمَ إِلَيْهِ، فَلَيْسَ مِمَّنْ أَحَبَّهُ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «فَهُوَ الإِشرَاكُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ» أي: الإشراك في المحبة.

قوله تعالى: {قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ}؛ فالله لم ينكر عليهم أنهم يحبون هذه الأشياء، هذه محبة طبيعية، ولكن أنكر عليهم أن تكون أحب إليهم من الله، ورسوله وجهاد في سبيله، فهنا مفترق الطرق، أما كونك تحب هذه الأشياء فلا تلام على ذلك، هذه محبة طبيعية، ولكن مفترق الطرق: هل تقدم محبة الله عليها، أو تقدم محبتها على ما يحبه الله؟ هذا هو مفترق الطرق، المهاجرون تركوا بلادهم وأموالهم وأولادهم، فهل لم يكونوا يحبونها؟ بل يحبونها حُبًّا شديدًا، ولكن تركوها وهاجروا إلى الله ورسوله، هذه علامة الإيمان، قال تعالى: {ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ} [الحشر: 8] فليست المسألة سهلة، كل يقول: أنا أحب الله! لا بد من وجود علامات ودلائل وابتلاء وامتحان، قال تعالى: {أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣} [العنكبوت: 2، 3].


الشرح