قوله
رحمه الله:
«وَكُلُّ مَنْ قَدَّمَ قَوْلَ غَيْرِ
اللهِ عَلَى قَوْلِ اللهِ» هذا أيضًا علامة فارقة، فالذي يحب الله يقدم أمر
الله وأمر رسوله على أمر فلان وعلان، فإن كان العكس كان يقدم قول شيخه، أو إمامه،
أو حزبه، أو جماعته على أمر الله فهذا كاذب في محبة الله عز وجل.
قوله
رحمه الله:
«أَوْ حَكَمَ بِهِ» ترك شرع الله وحكم
بالقانون، فهل هذا يحب الله عز وجل ؟ لا، بل هو كذاب.
قوله
رحمه الله:
«أَوْ حَاكَمَ إِلَيْهِ» أي: حاكم
لغير الله شرع الله، فهذا كاذب في أنه يحب الله، وليس هذا خاصًّا بالمنازعات في
المحاكم كما يفهم بعض الناس؛ بل في كل نزاع، وفي كل خلاف يقدم قول الله وقول
رسوله، ولا يقدم قول أحد في مسائل الاجتهاد، وفي مسائل العقائد، في كل مسألة فيها
خلاف، قال تعالى: {وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ
فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ} [الشورى: 10]، وقال: {فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ
فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ}
[النساء: 59]؛ وليس هذا خاصًّا بالمحاكم فقط؛ بل في كل اختلاف يكون بين الناس،
يقدم طاعة الله وطاعة رسوله على قول فلان وعلان، والمذهب وغير ذلك.
قوله رحمه الله: «فَلَيْسَ مِمَّنْ أَحَبَّهُ» أي: فليس ممن أحب الله، وإن كان يدعي أنه محب لله، نقول: كذاب، ما حققت ما تقول.