من الكتاب في آيات كثيرة:
منها: قوله تعالى: {إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ
عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ٱلَّذِينَ
يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣} [الأنفال: 2، 3]؛ فذكر
أن الأعمال من الإيمان كالصلاة والنفقة، وذكر أنه لا بد أن يكون ذلك في القلوب، {إِذَا
ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ}.
ومنها: قوله تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ
ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤وَٱلَّذِينَ
هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ
فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠} [المؤمنون: 1- 10] فقد
أفلح المؤمنون الذين اتصفوا بهذه الصفات، القولية، والعملية، والاعتقادية، هؤلاء
هم المؤمنون الذين ينالون الفلاح، ويرثون الجنة، ويرثون الفردوس أعلى الجنة.
ومنها: قوله تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ} [الحجرات: 15]؛ فالجهاد يكون باللسان ويكون باليد، ويكون بالدعوة إلى الله، ويكون بالتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل هذا من الجهاد، فدلت الآيات على أن الأعمال من الإيمان.