قَطَعَتْ بِلاَدَ الشَّامِ ثُمَّ تَيَمَّمَتْ **** مِنْ أرْضِ
طِيبَةَ مَطْلَعِ الإِيمَانِ
وأتَتْ على وادِ العقيق فجاوزَتْ **** ميقاتَهُ حِلًّا
بلا نُكرانِ
وأتت على وادي الأراك ولم يكن **** قصدًا لها
فَأْلاً بأنْ سَتراني
وأتَتْ على عرفاتِ ثمَّ مُحَسِّرٍ **** ومِنًى فكم
نَحَرَتْه مِن قُربانِ
وأتَتْ على الجَمَرَاتِ ثُمَّ تَيَمَّمَتْ **** ذَاتَ السُّتُورِ
وَرَبَّةَ الأرْكَانِ
هذا وما طافتْ ولا اسْتَلَمَتْ ولا **** رمَتِ الجِمارَ
ولا سَعَتْ لِقرانِ
****
وادي العقيق: المراد به ذو الحُليفة، وهو ميقات أهل
المدينة؛ لأنها جاءت من الشام، ومرّت بالمدينة ثمَّ راحت إلى مكة، هذه حبيبته التي
يتغزَّلُ بها وهي العقيدةُ الصحيحة؛ لأن منشأها من مكة، من مبعث الرسول صلى الله
عليه وسلم ومن المدينة مهاجَر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وادي الأراك: «مكة» لأن الأراك من نبات الحجاز، والأراك:
شجر يؤخذ منه السواك، وهو ينبت بأرض الحجاز.
لأنها ليست آدمية حتى تعمل هذه الأشياء. وإنَّما هي أمر معنوي.