×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

بل عَطَّلُوا منه السَّمَواتِ العُلَى **** والعَرْشَ أخْلَوْهُ مِن الرَّحْمَنِ

ونفَوْا كلامَ الرَّبِّ جلَّ جلالُه **** وقضَوْا له بالخَلْق والحِدْثانِ

قالوا وليْسَ لِرَبِّنَا سَمْعٌ ولا **** بَصَرٌ ولا وَجْهٌ، فكيفَ يدانِ

****

أحضرُه يوم العيد في المُصلَّى، ثمّ خطب النَّاس خطبة العيد بعد الصَّلاة ثمَّ قال: «أيها النَّاس ضحَّوا تُقبل ضحاياكم فإنِّي مُضحٍّ بالجعد بن درهم فإنّه يزعم أن الله لم يكلِّم موسى تكليمًا، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً». ثم نزل فذبحه. والجهم بن صفوان أيضًا قتلهُ سلم بن أحوز أمير خُراسان بفتوى من العلماء لمذهبه الباطل، ثمَّ سرت هذه المقالة للجهمية، وامتدت إلى المعتزلة وإلى فرقٍ كثيرة.

لأنهم لمَّا نفوا العلو فمعناهُ: أنهم عطَّلوا السماء من عُلُوّ الرب جل وعلا عليها.

قالوا: كلام الله مخلوق، والله لا يتكلَّم، فعطَّلوا هذه الصفة، ووصفوا الله بأنه لا يتكلم، وإنما هذا الكلام مخلوقٌ من مخلوقاته، خلقه في غيره، ونُسب إليه، وأُضيف إليه من إضافة المخلوق لخالقه، هكذا يقولون.

نفوا الصفات الذاتية، السمع والبصر والوجه واليدين، نفوا ذلك عن الله عز وجل ومعنى ذلك: أنه ليس هناك ربٌّ؛ لأن الذي ليس له صفات ليس بموجود؛ لأن كل موجود لا بُدَّ له من صفات، وإنما الذي ليس له صفات هو المعدوم.


الشرح