×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وكَذاكَ ليْسَ لِرَبِّنَا مِنْ قُدْرَةٍ **** وإرَادَةٍ أو رَحْمَةٍ وَحَنَانِ

كلاَّ وَلا وَصْفٌ يقومُ به سِوَى **** ذاتٍ مُجرَّدةٍ بغيرِ مَعانِ

وحَيَاتُهُ هيَ نَفْسُهُ وكلاَمُهُ **** هُوَ غَيْرُهُ فَاعْجَبْ لذَا البُهْتَانِ

وَكذاكَ قالُوا ما لهُ مِن خَلْقِهِ **** أحدٌ يكُونُ خليلهُ النَّفْسانِ

****

يقولون: إنَّ الله ذات مجرَّدة ليست لها صفات، وهذا مستحيل، ليس هناك ذات في الوجود ليس لها صفات، أبدًا.

 

لأنهم جحدوا إثبات المحبَّة لله عز وجل، ويقولون: إنَّ اللهَ لا يُحب أحدًا من خلقه لا محبة خُلَّة، ولا دون ذلك، والخُلة: هي أعلى درجات المحبة، ولم ينلها من الخلق إلا اثنان، محمدٌ صلى الله عليه وسلم وإبراهيم - عليهما الصَّلاة والسلام -، هم نفوا هذا، وقالوا: إنَّ الله لا يحبّ، ومن باب أولى نفوا الخُلة، وهي أعلى درجات المحبة، وأوَّلوا قوله تعالى: ﴿إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا [النساء: 125] بأن إبراهيم محتاجٌ إلى الله، أو اتَّخَذَ اللَّهُ لخلة، وهي الحاجة، وهل هذا خاصّ بإبراهيم؟ كلّ الخلق بحاجة إلى الله.

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [فاطر: 15] فعلى هذا يكون كل الخلق أخلاَّء لله عز وجل، والله لم يثبت الخُلَّة إلاَّ لإبراهيم في القرآن، وفي السُّنَّةِ لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.


الشرح