وكَذاكَ ليْسَ لِرَبِّنَا مِنْ قُدْرَةٍ **** وإرَادَةٍ أو
رَحْمَةٍ وَحَنَانِ
كلاَّ وَلا وَصْفٌ يقومُ به سِوَى **** ذاتٍ مُجرَّدةٍ
بغيرِ مَعانِ
وحَيَاتُهُ هيَ نَفْسُهُ وكلاَمُهُ **** هُوَ غَيْرُهُ
فَاعْجَبْ لذَا البُهْتَانِ
وَكذاكَ قالُوا ما لهُ مِن خَلْقِهِ **** أحدٌ يكُونُ
خليلهُ النَّفْسانِ
****
يقولون: إنَّ الله ذات مجرَّدة ليست لها صفات، وهذا
مستحيل، ليس هناك ذات في الوجود ليس لها صفات، أبدًا.
لأنهم جحدوا إثبات المحبَّة لله عز وجل، ويقولون: إنَّ
اللهَ لا يُحب أحدًا من خلقه لا محبة خُلَّة، ولا دون ذلك، والخُلة: هي أعلى درجات
المحبة، ولم ينلها من الخلق إلا اثنان، محمدٌ صلى الله عليه وسلم وإبراهيم -
عليهما الصَّلاة والسلام -، هم نفوا هذا، وقالوا: إنَّ الله لا يحبّ، ومن باب أولى
نفوا الخُلة، وهي أعلى درجات المحبة، وأوَّلوا قوله تعالى: ﴿إِبۡرَٰهِيمَ
خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125] بأن إبراهيم
محتاجٌ إلى الله، أو اتَّخَذَ اللَّهُ لخلة، وهي الحاجة، وهل هذا خاصّ بإبراهيم؟
كلّ الخلق بحاجة إلى الله.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15] فعلى هذا يكون كل الخلق أخلاَّء لله عز وجل، والله لم يثبت الخُلَّة إلاَّ لإبراهيم في القرآن، وفي السُّنَّةِ لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.