وتَصيرُ طَيْرًا سارِحًا مع شَكلِها **** تَجْني الثِّمارَ
بجنَّة الحَيَوانِ
وتَظَلُّ واردَةً لأنهارٍ بها **** حتَّى تعودَ
لذلكَ الجُثْمانِ
لكن أرْواحَ الذينَ استُشْهِدُوا **** في جَوْفِ طَيْرٍ
أخضَرٍ رَيَّانِ
فلهم بذاكَ مَزيَّةٌ في عَيْشِهمْ **** ونَعِيمُهُمْ
للرُّوحِ والأبْدانِ
بَذَلوا الجُسُومَ لرَبِّهم فأعاضَهُمْ **** أجسامَ تلكَ
الطَّيرِ بالإحْسَانِ
ولها قَناديلُ إليها تنْتَهي **** مأوًى لها كمَسَاكِنِ
الإِنسَانِ
فالرُّوحُ بعدَ المَوْتِ أكْمَلُ حالَةً **** منها بهَذِي
الدَّارِ في جُثْمَانِ
وعَذابُ أشْقاها أشَدُّ مِنَ الذي **** قَدْ عايَنَتْ
أبْصَارُنَا بِعيَانِ
والقائلون بأنها عَرَضٌ أبَوْا **** ذا كُلَّهُ تَبًا
لذي نُكرانِ
****
يقول الجهمية:
إنها عَرَضٌ من أعراضِ الأجساد، وليست مخلوقة مستقلَّة.
ونفوا عنها هذه التحركات.