وإذا انتصَرْتَ لَها فأنتَ كمَنْ بَغَى **** طَفْيَ الدُّخانِ
بمَوْقِد النِّيرانِ
واللهُ أخبَرَ وهْوَ أصْدَقُ قائِلٍ **** أنْ سَوْفَ
يَنْصُرُ عَبْدَهُ بِأَمَانِ
مَن يَعْمَلِ السُّوءَى سَيُجْزَى مِثْلَها **** أو يَعملِ
الحُسْنَى يَفُزْ بِجِنانِ
****
يقول: لا تنتصر لنفسك أبدًا، وإنَّما أنت انتصر للحقِّ،
أما نفسك مهما ابتُلِيت من النَّاس فاصبر على أذاهم؛ ولهذا كان النَّبيّ صلى الله
عليه وسلم يُؤْذَى، ولا ينتصر لنفسه أبدًا، وإنَّما ينتصرُ لله عز وجل، وكان لا
يغضبُ لنفسه عليه السلام، يُقالُ فيه ويُواجه بالكلام والأذى، ولا ينتصر لنفسه،
ولو شاء لانتصرَ؛ لأن الله أعطاه القوَّة والسُّلطة، ولكنه لا ينتصر لنفسه أبدًا،
وإنَّما يعفو، ويتجاوز، ويُحسن إلى من أساءَ إليه، هذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم،
لكن إذا انتُهِكت حرمات الله فإنَّه يغضب، وينتقم لمحارم الله، فأنت أيها المؤمن
يجب أن تكون كذلك، لا تنتصر لنفسك، وإنَّما انتصر لله عز وجل.
قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ﴾
[غافر: 51] وقال: ﴿وَكَانَ
حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾
[الروم: 47] فإذا لم تنتصر لنفسك فإن الله ينصرُك، أمّا إذا انتصرت لنفسك فإنّ
الله يُخلي بينك وبين عدُوِّك.
قال تعالى: ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ﴾ [فصلت: 46].