الأوَّلُ النَّقْلُ الصَّحِيحُ وبَعْدَهُ الـ **** ـعَقْلُ
الصَّرِيحُ وفِطْرَةُ الرَّحمَنِ
واحْكُمْ إِذًا في رُفْقَةٍ قدْ سافَرُوا **** يَبْغُونَ فاطِرَ
هذِهِ الأكْوَانِ
****
فالحقُّ ضالة المؤمن، فمن كان هذا هدفه فإنه يُهدى إلى
الصراط المستقيم، أمَّا مَن يرجع للكتاب والسُّنَّة مِن أجل أن ينتصر لهواه أو
لمذهبه أو لمذهب إمامه، فإن هذا لا يوفَّق للحقِّ؛ لأنه متعصِّب؛ ولهذا تجد هذا
النوع إن وافقَ الكتاب والسُّنَّة هواه فرِح بذلك، وإن خالف الكتاب والسُّنَّة
هواه فإنه لا يقبل بل يُحرِّف، ويؤوِّل النصوص، ولا يقبل ما جاءت به النصوص، بل
يُحرِّفها، ويُؤَوِّلُها؛ حتى توافق هواه، وهذه طريقة أهلِ الضَّلال.
النقل الصحيح من الكتاب والسُّنّة، ويُسمى «السمع والنقل
والأثر» فالكتاب والسُّنة هما المأثور، وهما المنقول، وهما المسموع، هذه كُلُّها
أسماء للكتاب والسُّنة، والثاني: العقل الصريح السالم من الهوى والأغراض السيئة،
فإذا اتفق الاثنان: العقل الصريح والنقل الصحيح حصل الحق؛ لأن النقل الصحيح لا
يُخالف العقل الصريح أبدًا وإن اختلفا، فإمّا أن النقل غير صحيح، وإمّا أن العقل
غير صريح، هذه هي القاعدة، فالنقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح.
هذه الطوائف التي قالت في الله المقالات، كلٌّ قال في ربه ما قال، وزعم أنه هو على الحق، وأن غيره على الباطل.