فَتَرافَقُوا فِي سَيْرِهِمْ وتَفَارَقُوا **** عِنْدَ
افْتِرَاقِ الطُّرْقِ بالحَيْرَانِ
فَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قالَ وَجَدْتُهُ **** هذا الوُجُودُ
بِعَيْنِه وَعِيانِ
مَا ثَمَّ مَوْجُودٌ سِواهُ وَإِنَّما **** غَلَطَ اللِّسانُ
فقالَ مَوجُودَانِ
فَهُوَ السَّمَاءُ بعَيْنِها ونُجُومِها **** وكَذَلِكَ الأفْلاكُ
وَالقَمَرَانِ
وَهُوَ الغَمامُ بِعَيْنِه والثَّلْجُ والـ **** أَمْطَارُ مَعْ
بَرْدٍ وَمَع سُحْبانِ
وَهو الهَواءُ بعَيْنِهِ والماءُ والـ **** ـتّربُ
الثَّقِيلُ ونَفْس ذِي النِّيرانِ
****
في البداية هم
متفقون يوم كانوا على الفِطرة السَّلِيمة، ولكن لما زاغت الفِطَر، وفسدت الفِطَر
تفرَّقُوا، كُلٌّ ذهب إلى جهتِه.
جاء الفريق الأول، وهم أهل وَحدة الوجود، ابن عربي
الطائي وأتباعه، فقالوا: الرَّب هو كُلّ هذا الكون، ليس فيه انقسام ولا تعدُّد،
وهؤلاء هم أهل وَحدة الوجود، يعنون أن الكون كله، بما فيه الخالق والمخلوق، لا فيه
ربّ وعبْد، بل هذا الوجود كلُّه هو الرب، تعالى الله عمّا يقولون!
ما فيه موجودان، إنّما هو موجودٌ واحد هو الرب فالقول بالتعدد
غلط يقال باللسان.
عناصر الطبيعة الهواء والتراب والنَّار والماء فهي عناصر الكائنات، والله عندهم مجموع هذه الأشياء.