هذي بسائِطُه ومنه ترَكَّبت **** هذي المظاهرُ ما
هنا شيئانِ
وهو الفقيرُ لها لأجْلِ ظهورِه **** فيها كفقرِ
الرُّوحِ للأبدانِ
وهي التي افتقرَتْ إليه لأنه **** هو ذاتُها
ووجودُها الحقاني
وتظَلُّ تلبسُه وتخلَعُه وذا الـ **** إيجادُ والإعدامُ
كل أوانِ
ويظل يلبسُها ويخلعُها وذا **** حكمُ المظاهرِ كي
يرى بعَيانِ
وتكثُر الموجودُ كالأعضاءِ في الـ **** ـمحسوسِ من بشَرٍ
ومن حيوانِ
****
هذا قولُ ابن عربي: أن الكونَ كُلّه هو الله، ليس فيه
انقسام، وهو قولُ ابنِ سبعين والتلمساني وابنِ الفارض، هؤلاء هم أبطالُ هذا المذهب
- قبَّحهم الله - وابنُ الفارِضِ هو صاحبُ القصيدةِ التائية في وحدةِ الوجود وابن
عربي صاحبُ كتابِ «فصوص الحكم» في هذا الموضوع.
هذا قولُ ابنِ عربيٍّ، وهو زعيمُ القائلين بوحدةِ الوجود، وهو أكفرُ أهلِ الأرضِ والعياذُ بالله؛ لأنَّ هذا القولَ ما قالَه المجوس، ولا أحدٌ من الكَفرة، فالكفرةُ مُقِرُّون بأنَّ هناك ربًّا وهناك خَلْق، وإبليسُ مُقِرٌّ بأن هناك خالِقًا ومخلوقًا.