أو كالقُوى في النفسِ ذلك واحد **** متكثر قامتْ به
الأمرانِ
فيكون كلًّا هذه أجزاؤُه **** هذه مقالةُ
مُدَّعي العرفانِ
أو أنها لتكثُرُ الأنواعُ في **** جنسٍ كما قال
الفريقُ الثاني
****
وهذا جوابُهم عن تعدُّدِ الأشياء، لما قيل لهم: نحنُ
نشاهِد الكونَ متعدِّد فيه حيوانٌ وفيه إنسانٌ وفيه جبالٌ وفيه بحارٌ وفيه أشجار،
ليس شيئًا واحدًا، كيفَ تقولون: إنه شيءٌ واحد؟ انقسَموا في الجوابِ عنه إلى
أقسام:
ابنُ عربي يقول: هذا مثلُ
تعدُّدِ أعضاءٍ من الجسم، فالجسمُ واحدٌ وله أعضاءٌ يدان ورِجْلان، وسمعٌ وبصَرٌ
وشَعرٌ وجِلدٌ وعَظْمٌ وعَصَبٌ وعُروق، فتعدُّدُ هذه الأشياء إنَّما هو تعدُّد
أجزاءٍ فقط لشيءٍ واحد.
وابنُ سبعين يقول: هذا من
تعددِ الأنواعِ تحت الجِنس فمثلا:
الحيوانُ جنسٌ تحتَه أنواع: إبلٌ،
وغنَم، وبقَر وظِباء وأرانب.
والتِّلمساني يقول: هذا
توهُّم، ما ثَمَّ إلا شيءٌ واحد وهذه التعداداتُ وَهْمٌ ليس حقيقة، وبعضُهم يقول:
هذا التعددُ مثلُ خواطِرِ النفسِ وهَواجِسِ النفس، النفسُ شيءٌ واحدٌ لها خواطِرُ
ولها هواجسُ ولها قُوَى نفسانية، فهم اضْطربوا في تفسيرِ هذا التعدد وإلا فَهُم
مُجمعون على أنه شيءٌ واحد، إنَّما اختلفوا في تفسيرِ هذا التعدُّدِ وهذا التنوع.
الذي هو ابن عربي، يُسمونه «العارف بالله» سيد العارفين.
هذا هو القول الثاني، وهو قول ابن سبعين.