وإليه يَصعَدُ كلُّ قولٍ طيب **** وإليه يُرفَع
سعيُ ذي الشكرانِ
والروحُ والأملاكُ منه تنزَّلت **** وإليه تعرج عندَ
كلِّ أوانِ
واليه أيدي السائلين توجَّهَت **** نحو العُلُوِّ
بفطرةِ الرحمنِ
وإليه قد عرج الرسولُ فقدرت **** من قُربِه من
ربِّه قوسانِ
وإليه قد رُفع المسيحُ حقيقةً **** ولسوفَ ينزِلُ كي
يُرى بعيانِ
****
قال اللهُ تعالى للمسيح: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55] ﴿بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ﴾ [النساء: 158] وقولُ الشيخ: «حقيقة» ردٌّ على الذين يقولون: رَفَع روحَه وأمَّا جسمُه فدُفِن في الأرض، وهذا كذبٌ وباطلٌ لأن قول: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: 55] يقتضي رفعَ روحِه وجسمِه عليه الصلاة والسلام، وأنه رُفع حيًّا، وأنه سينزِلُ في آخِرِ الزمانِ ونزولُه من علاماتِ الساعة ثمّ يموتُ بعد ذلك ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ﴾ [النساء: 159] يعني في آخِرِ الزمان، فدلَّ على أنه يموت في آخِرِ الزمان، أمَّا التوفِّي الذي ذكرَهُ اللهُ فليس هو الموت، وإنما هو القبضُ أو النوم، والناظِمُ رحمه الله لما ذكَرَ العُلُوَّ ذكَر أدلَّتَه.