×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وإليه تَصعدُ روحُ كلِّ مُصَدِّقٍ **** عند الممات فتَنْثَني بأمانِ

وإليه آمالُ العِبادِ توجَّهَت **** نحوَ العُلُوِّ بلا تَواصٍ ثانِ

****

 أرواحُ المُتوفَّين إن كانت أرواحَ مؤمنين فإنَّها تُرفَعُ إلى السماء، ثم إنَّ اللهَ جل وعلا يقول: «أَعِيدُوهُ إِلَى الأَْرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُم وَفِيهَا أُعِيدُهُم، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُم» ([1]) فينزِلُ إلى الأرضِ مكرمًا، ويكونُ في نعيمٍ في القبرِ مُعزَّزًا مُكرمًا إلى البَعْث، لكن روحُه تصعَدُ إلى ربِّها عز وجل، ثمَّ يأمرُ اللهُ بنزولِها إلى الأرضِ فتكونُ في الأرضِ في القبرِ مع صاحبِها، أمَّا أرواحُ الكفار - والعياذُ بالله - فإنَّها لا تُفتَحُ لها أبوابُ السماءِ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ [الأعراف: 40] وإنما تُطرح ويُذهب بها إلى سِجِّين ﴿كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ [المطففين: 7].

هذا دليلُ الفِطرةِ على عُلُوِّ الله؛ لأن كلَّ الناسِ إذا دَعُوا يتوجَّهون إلى جهةِ العُلُو بدونِ تواص، أي: بأن يكونَ أحدٌ علَّمَهم، فالعوامُ والباديةُ وكلُّ الجُهَّالِ والعلماء كلُّهم يتوجَّهون إلى السماء.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (18534)، والحاكم رقم (107)، والبيهقي في «الشعب» رقم (390).