بل فطرةُ اللهِ التي لم يُفطَروا **** إلا عليها
الخلْقُ والثَّقلانِ
ونظيرُ هذا أنَّهم فُطِرُوا على **** إقرارِهم لا شكَّ
بالديانِ
ولكن أُولوا التعطيلِ منهم أصبَحوا **** مرضَى بداءِ
الجهلِ والخُذْلانِ
فسألتُ عنهم رِفْقَتي وأَحِبَّتي **** أصحابَ جَهْمٍ
حِزبَ جَنْكِيز خانِ
من هؤلاء، ومن يُقالُ لهم فقد **** جاءوا بأمرِ مالئ
الآذانِ
****
كما أنَّهم
فُطِروا على الإقرارِ بالخالقِ فإنَّهم فُطِروا على أنَّه في السماء.
أهلُ التعطيلِ أصلُ فطرتِهم سليمة، لكن غُيِّرتْ
وحُرِّفت بسببِ التعطيلِ والعقائدِ الباطلةِ التي هي مرضٌ عرَضَ لها واستمَرَّ
معها حتى غيَّرها.
هذا الراكبُ يقول: سألتُ عن
هذه الطائفةِ التي تعتقدُ هذا الاعتقادَ أن اللهَ فوقَ العرش، وأنه في السماء،
وأنَّ الأدلةَ على عُلُوِّه هي ما ذُكر، سأل الجَهْميةَ عن هذه الطائفة، والجهميةُ
هم الذين على مذهبِ جَهْم، فالجَهْميةُ على اعتقادِ التتار.
يقول السائل: أعجبَني هؤلاء يعني أهل السُّنةِ وأخذوا بقلبي باستدلالاتِهم؛ لأنها استدلالاتٌ تقبَلُ بها العقولُ السليمة، أمَّا أنتم فكلامُكم لا يدخُلُ العقلَ فمن هؤلاء؟