لا يملِكُوه عليك بالآثارِ والـ **** أخبارِ والتفسيرِ
للفُرقانِ
فتصيرُ إن وافقتَ مثلَهم وإن **** عارضْتَ زنديقًا
أخا كفرانِ
وإذا سكتَّ يُقالُ هذا جاهل **** فابدر ولو
بالفَشْر والهَذَيانِ
هذا الذي والله أوصانا به **** أشياخُنا في
سَالِفِ الأزمانِ
فرجعتُ من سَفري وقلتُ لصاحبي **** ومَطِيَّتي قد
آذَنت بحرانِ
****
يقولون:
إن وافقتَ أهلَ السُّنة صرتَ مثلهم، وإن خالفتَهم صرتَ زِنديقًا، فأنتَ من أجْلِ
أن تَسْلمَ من هذا لا تجعلْ لهم مَجَالاً للكلام، فاشغلِ المجلسَ كما قال الكفارُ
من قبل: ﴿لَا
تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ﴾ [فصلت: 26] لأنَّ القرآنَ يغلِب مَن سَمِعه.
الفَشْر: الكذب، والهذيان:
الكلامُ الذي ليس له حقيقة، مثل كلامِ المجنون.
هذه حُجةُ المشركين: ﴿بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ
أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ﴾
[الزخرف: 22] وهذا الذي أوصَى به أشياخُ الجهميةِ وتلاميذهم تشابَهت أهواؤُهم
فتشابَهت أقوالُهم.
الجهميةُ وغيرُهم من الفِرَقِ لمَّا قالوا لهذا الراكبِ هذا الكلامَ قال لهم الراكب: كلُّكم بعيدٌ عن الحَقِّ وما دام هؤلاء ما هم على حق،