عَطِّلْ ركابَك واسترحْ من سيرِها **** ما ثمَّ شيءٌ غير
ذي الأكوانِ
لو كان للأكوانِ ربٌّ خالِق **** كان المُجسِّمُ
صاحبَ البرهانِ
أو كان ربٌّ بائنٌ عن الورى **** كان المُجسِّمُ
صاحبَ الإيمانِ
ولكان عندَ الناسِ أولى الخَلْقِ بالـ **** إسلامِ والإيمانِ
والإحسانِ
ولكان هذا الحِزبُ فوقَ رؤوسِهم **** لم يختلفْ منهم
عليه اثنانِ
فدَعِ التَّكاليفَ التي حملتَها **** واخلَعْ عذارك
وارْمِ بالأرسانِ
****
فأنتم أولى ألاّ
تكونوا على حق، إذن ليس هناك دينٌ صحيح، فنرجِعُ للإلحادِ والفلسفةِ ونعيشُ بلا
شريعةٍ وبلا حلالٍ وبلا حرام؛ لأن كلامَكم ما هو بمقبولٍ أبدًا، وتقولون: إن كلامَ
أهلِ السنة غيرُ صحيحٍ فهذا معناه، أنه لا يصلُح شيءٌ في الوجود.
يقول: إنه يلزَمُ على قولِ
الجهميةِ أنه ليس هناك أديان، ولا ربّ وإنَّما هذه الأكوانُ كائنة من الطبيعةِ
دونَ خالق.
يقول: إن كان للأكوانِ خالقٌ
فالذي يُسمُّونه مُجسِّم هو صاحبُ البرهانِ ومذهبُه هو الصحيح.
يقول هذا المجادِل للجهمي: اترُكِ الشريعة، وتحلَّلْ من الأديانِ إذا لم تقبلوا مذهبَ الذين تُسمُّونهم مُجسِّمة لأنه هو الصواب.