×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

شهدوا بأن اللهَ جلَّ جلالُه **** مُتفرِّدٌ بالملك والسلطانِ

وهو الإله الحقُّ لا معبودَ إلْـ **** لا وجهُهُ الأعْلى العظيمُ الشانِ

بل كلُّ معبودٍ سواه فباطلٌ **** من عرشِهِ حتى الحضيضِ الداني

وعبادةُ الرحمن غايةُ حُبِّه **** مع ذُلِّ عابدِه هُما قُطبانِ

وعليهما فلكُ العبادةِ دائرٌ **** ما دار حتى قامتِ القطبانِ

ومدارُهُ بالأمرِ أمْرِ رسولِه **** لا بالهوى والنفسِ والشيطانِ

****

 هذا تعريفُ العبادة: أنَّها غايةُ الذُّل مع غايةِ الحُب، فالعبادةُ تدورُ على هذين القُطبين.

مَدَارُ فَلَك العبادةِ على الأمرِ والنهي، لا على الهوى والنفسِ والشيطان، فالعبادةُ لا بُدَّ أن تكونَ موافقة للقرآنِ والسُّنة، فما خالَفَ القرآنَ والسُّنة فهو بِدعة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]). فالعبادةُ لا بُد أن تكونَ مبينةً على الكِتابِ والسُّنة، لا تُؤخَذ من الهَوى أو النفْسِ أو الشيطان إنما تُؤخَذ من الكِتابِ والسُّنة، فما خالَفَ السُّنةَ والقرآنَ فهو مردودٌ على صاحبِه وباطل، ولو تقرَّبَ به الإنسانُ إلى اللهِ وحسُنت نيتُه، فلا يكْفي هذا بل لا بُدَّ من الاتِّباع.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم (1718).