لكنَّ أهلَ الجبرِ والتكذيبِ بالْـ **** أقدارِ ما
انفتَحتْ لهم عينانِ
نظروا بعيني أعورٍ إذ فاتَهُمْ **** نظرُ البصيرِ
وغارتِ العينانِ
فحقيقةُ القدرِ الذي حارَ الورى **** في شأنه هُوَ
قُدرةُ الرَّحمنِ
واستَحسَنَ ابنُ عقيلِ ذا منْ أحمدٍ **** لمَّا حكاهُ عن
الرِّضا الرَّباني
قالَ الإمامُ شفا القُلُوبَ بلفظةٍ **** ذاتِ اختصارٍ
وهيَ ذاتُ بيانِ
****
بل أعماهم اللهُ عن هذا وقالوا: هي أفعالُ اللهِ فقط وليس للعبادِ فيها أيُّ اختيار، هذا قولُ الجبرية، أو قالوا: هي أفعالُهم استقلالاً وليس للهِ فيها خَلْقٌ ولا تقدير، هذا قولُ القَدَريَّة المعتزِلة - والعياذ بالله -، فالطائفةُ الأولى، يُقال لهم: القَدَرية الغُلاَة الذين غَلُوا في إثباتِ القَدَر، والطائفة الثانية، يُقال لهم: القَدَرِيَّة النفاة الذين نَفُوا القدَرَ وجعلوا العبدَ يخلُقُ فِعْلَ نفسِه، وهو الذي يُوجِدُ فِعلَ نفسِه بدون تقديرٍ من الله، فأعماهم اللهُ عن الجَمعِ بين النصوص، حيث أخذوا بطرف من النصوص وتركوا الطرف الثاني؛ لأن النصوص ذكرت هذا وذكرت هذا، ذكرت أن الأشياء بتقدير الله وخلقه، وذكرت أن أفعالَ العِبادِ بإرادتِهم واختيارِهم وكسْبِهم وباستطاعتِهم فعلُها وتركُها، فأهلُ السُّنةِ جمَعُوا بين النوعين من النصوص، وهؤلاء أخذوا بطرف