×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وعمومُ قدرتِه تدلُّ بأنَّه **** هو خالقُ الأفعالِ للحيوانِ

هي خَلْقُهُ حقًّا وأفعالٌ لهُمْ **** حقًّا ولا يتناقضُ الأمرانِ

****

 عمومُ قدرتِه تدُلُّ على أنَّ أفعالَ العبادِ مخلوقةٌ له سبحانه وتعالى، هي أفعالُ العبادِ وهي خلْقُهُ سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ [الزمر: 62] ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات: 96]. ومرادُه بالحيوان: يعني الحي، سواء كان من بني آدمَ أو من الجِنِّ أو من الحيوانات والدَّواب، كل ما فيه حياة يُسمَّى حيوانًا ﴿ٞۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ [العنكبوت: 64] يعني الحياةَ الكاملة.

هي خلقُه حقًّا، وأفعالُهم حقًّا ولا يتناقض الأمران، أمّا الذين يقولون: هي خلقُه فقط وليستْ بأفعالِ العبادِ فهم الجبرية، والذين يقولون: هي أفعالُهم فقط وليستْ خلقَ اللهِ فهُم القَدَرِيَّة المعتزِلة، أمَّا أهلُ السنةِ والجماعةِ فيجمَعون بين الأمرين، يقولون: هي خلقُه وهي فعلُهم، ولذلك يُثابون عليها أو يُعاقَبون عليها، فالثوابُ والعقابُ يدُلُّ على أنَّها أفعالُهم باختيارِهم وإرادتِهم، وأنهم يقدرون على فعلِها أو تركِها. فالإنسانُ يطيعُ اللهَ باختيارِه أو يَعصي اللهَ باختيارِه، أو يتركُ الصلاةَ باختيارِه، هو الذي يختارُ هذا، ولا يمنعُ هذا أن اللهَ خالقُ كلِّ شيء، فاللهُ خالقُ كلِّ شيءٍ ومن خَلْقِه فِعلُ العبد.


الشرح