×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وهو العليمُ بما يكون غدًا وما **** قد كانَ والمعلومُ في ذا الآنِ

وبكُلَّ شيءٍ لَمْ يَكُنْ لَوْ كانَ كَيْـ **** ـفَ يكونُ موجودًا لذي الأعيانِ

وهو القديرُ فكلُّ شيءٍ فهو مَقْـ **** ـدُورٌ له طوعًا بلا عصيانِ

****

يعلمُ ما كان وما يكون وما لم يكُن لو كان كيفَ يكونُ في الماضي وفي المستقبَلِ وفي الحَاضر، لا يَخْفى عليه شيء، يعلمُ ما كان في الماضي ويعلمُ ما يكونُ في المستقبَل، ويعلمُ الحاضر. الأزمان الثلاثة بالنسبة إليه سواء، أمَّا نحن فالماضي ننساه أو لا نعلمُه، والمستقبلُ لا ندري ماذا سيكونُ فيه، وإنما نعلمُ الحاضِرَ فقط يقولُ زُهَير بن أبي سلمى في مُعَلَّقتِه:

وأعلمُ ما في اليومِ والأمسِ قبلَه **** ولكنني عن علمِ ما في غدٍ عمِ

﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ [لقمان: 34] فهو سبحانه يعلَمُ الماضي والحاضِرَ والمستقبلَ كلُّ الأوقاتِ سواء عندهُ سبحانه وتعالى.

هو القادِرُ على كلِّ شيءٍ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [البقرة: 148] على كلِّ شيء، لا يُخصَّص بالمشيئة فيُقال: «عَلَى ما يَشَاءُ قدير» كما يقولُه بعضُهم.


الشرح