إذ كان ما يُحكَى كمحكيّ وهـ **** ـذا اللفظُ
والمعنى فمختلفانِ
ولذا يُقالُ حكى الحديثَ بعينه **** إذْ كانَ أوَّلُه
نظيرَ الثاني
فلذاك قالوا لا نقولُ حكايةٌ **** ونقولُ ذاك
عبارةُ الفرقانِ
والآخرون يَروْنَ هذا البحثَ لفـ **** ـظيًّا وما فيه
كبيرُ معانِ
****
وبعضُ العلماءِ يقول: لا فرقَ في المعنى بين الحكايةِ
والعبارة، كلاهُما بمعنًى واحد، وكلاهما باطل.
وطائفة ثالثة منهم قالت: ليس هو بحكايةٍ ولا عبارة وإنما
خلقَه اللهُ وكتبَه في اللوحِ المحفوظ، ثمّ نقلَه جبريلُ من اللوحِ المحفوظِ ولم
يسمعْه من اللهِ جلَّ وعَلا.
هذا المحذورُ عندَهم قالوا: لو قلنا: إنَّه حكاية، صار
لا بُدَّ أن يتطابقَ المَحكي مع الحِكاية، وليس كذلك، ليس بينَ الكلامِ الذي هو
معنى قائمٌ بذاتِ اللهِ واللفظُ الموجودُ في المصحف، تطابُق تام، فلذلك الأسهلُ أن
نقول: عبارة عن كلامِ اللهِ وليس حكاية.
يُقال: حكى الحديث: إذا جاء به بلفظِه ومعناه، ويُقال:
عبَّر عن الحديث: إذا جاء بمعناه فقط.
طائفة ثالثة يقولون: الحكايةُ والعبارةُ بمعنًى واحد
فيجوزُ أن يقال: إن هذا حكاية وهذا عبارة.
***
الصفحة 8 / 445