والله أحدثَ هذه الألفاظَ كَيْ **** تُبديه معقولاً
إلى الأذهانِ
وكذاك قالوا إنّها ليست هي الْـ **** ـقرآنَ بل مخلوقةً
دلَّت، على القرآنِ
ولربَّما سُمّي بها القرآنُ تَسْـ **** ـميةَ المجازِ
وذاك وضعٌ ثانِ
وكذلك اختلفوا فقيل حكايةٌ **** عنه وقيلَ عبارةٌ
لبيانِ
****
هذا قولُ الأشاعِرة والماتريدية القائلين بالكلامِ
النفسي قالوا: ألفاظُ القرآنِ محدَثة ومخلوقة؛ لأنَّ القرآنَ هو عبارةٌ عن المعنى
القائمِ بالنفسِ الربانية، وليس هو هذا الذي في المصحف، وإنما الذي في المصحفِ
قولُ جبريل، أو قولُ محمد، وهو حكايةٌ عن كلامِ اللهِ أو تعبير عن كلامِ الله.
يعني أنَّ الألفاظَ التي في المصحفِ ليستْ هي القرآنُ
وإنَّما هي دالةٌ على القرآن.
يقولون: إن هذه الألفاظ سُمِّيَت
قرآنًا من بابِ المجازِ وإلا فهي ليستْ كلامَ الله، وإنَّما هي حكايةٌ عن كلامِ
اللهِ أو عبارةٌ عنه.
الذين قالوا: حكاية، هم الأشاعرة، والذين قالوا: عبارة، هم الكُلاَّبية، واختُلف هل بينهما فرقٌ أي الحكاية والعبارة، قالوا: بينهما فرق؛ لأنَّ الحكايةَ لا بُدَّ أن تُطابقَ المَحْكي ولا تُخالِفُه، والعبارة أخف؛ لأنَّ العبارةَ تقريبُ المعنى فقط، وقد تُوافِقُ المَحكي أو تُخالفه شيئًا ما.