ما قال عندَهم ولا هو قائلٌ **** والقولُ لم
يُسمعْ مِن الدَّيّانِ
فالقولُ مفعولٌ لديْهِمْ قائِمٌ **** بالغَيرِ
كالأعْراضِ والأكْوانِ
هذي مقالةُ كلِّ جهميٍّ وهُمْ **** فيها الشيوخُ
مُعلِّمو الصبيانِ
لكنَّ أهلَ الاعتزالِ قديمَهُمْ **** لم يذهبوا ذا
المذهبَ الشيطاني
وهم الأُولَى اعتزلوا عن الحسنِ الرِّ **** ضَا البَصريِّ
ذاكَ العالم الرَّبّاني
****
فعندهم ما قالَ اللهُ في الماضي ولا يقولُ في
المستقْبلِ، وإنَّما كلامُ اللهِ خَلْقٌ خلَقَهُ اللهُ.
الذين تبنَّوْا هذا المَذْهَبَ هم الجَهْميَّةُ، ومَن
قلَّدهم، كتقْليدِ الصِّبيانِ الَّذينَ يُقلِّدونَ المُعَلِّمَ، فمَنْ قلَّدَ
الجهميَّةَ فهو صبيٌّ في عقْلِه وتلميذٌ لهم.
هذا قوْلُ الجهميَّةِ قديمِهم وحديثِهم، أمَّا
المعتزِلَةُ فإنَّ قُدَماءَهم لا يقولون بهذه المقالةِ وإنَّما قال بها متأخِّرُوهم.
سبَبُ تسْمِيتِهم بالمعتزلةِ: أنَّ إِمامَهم واصلَ بنَ عطاءٍ كان تِلْميذًا للحسَنِ البَصريِّ رحمه الله، فجاءَ سائِلٌ ووقَفَ على حلقَةِ الحسنِ البصريِّ لمَّا كَثُرَ الاختلافُ في حُكْمِ مُرتكِبِ الكبيرة، فالخوارِجُ يُكفِّرونَ مرتكبِ الكبيرة، والمُرجئَةُ يقولونَ: هو مُؤْمِنٌ كامِلُ الإيمانِ،