وكلامُه كفعالِه وكلاهما **** ذو مَبدأٍ بل
ليسَ يَنْتَهيانِ
قالوا ولَمْ يُنْصِفْ خُصومٌ جعجعُوا **** وأتَوْا بتشْنيعٍ
بلا بُرهانِ
قُلْنا كما قالُوهُ في أفعالِهِ **** بلْ بينَنَا
بَوْنٌ من الفُرْقانِ
بل نحْنُ أسعَدُ منهُمُ بالحقِّ إذْ **** قُلنا هُما
باللهِ قائِمتانِ
وَهُمُ فقالوا لم يقمْ باللهِ لا **** فِعْلٌ ولا
قَوْلٌ فتَعْطِيلانِ
****
يقولون:
كلامُ اللهِ كأفعالِ اللهِ لها بِدايَةٌ لكن ليْس لها نِهايَةٌ.
يقولُ الكرَّاميَّةُ للجهميَّةِ والطوائِفِ المُخالفةِ لهم:
نحْنُ أحسَنُ منكم، وقولُنا مطابِقٌ للكتابِ والسُّنَّةِ، فنحْنُ أقْرَبُ إلى
الحقِّ منكُم في أوصافِ اللهِ بالأفْعالِ، وأنَّه يفْعَلُ ما يَشاءُ، ومِن ذلك:
الكلامُ فإنَّ كلامَهُ مِنْ جُمْلةِ أفْعالِه سبحانه وتعالى، فنحْنُ أحسَنُ منكم،
أمَّا أنتُم فتُعَطِّلُون اللهُ مِنْ أفْعالِه ومِنَ الكلامِ، فأيُّنا أقْرَبُ
للحقِّ، مَنْ عَطَّلَ اللهَ أو مَن وَصَفِ الله بمَا وَصَفَ به نفْسَهُ.
يعني أنَّ الجهْميَّةَ ومَنْ أخَذَ بقولِهم عطَّلوا اللهَ مِن أفْعالِه ومِن كَلامِه فجَمَعوا بيْنَ تَعْطِيلَيْنِ.