×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

حَذَرَ التَّناقضِ إذْ تَناقَضْتم ولـ **** ـكـنْ طردُه في غايةِ الكُفْرانِ

فلئن زَعَمْتم أنَّ تَخصيصَ القُرا **** نِ كبَيْتِه وكلاهُما خَلْقانِ

فيقالُ ذا التَّخصيصُ لا يَنفِي العُمو  **** مَ كربِّ ذي الأكْوَانِ

ويُقالُ ربُّ العَرْشِ أيْضًا هكذا **** تخصيصُه لإضافَةِ القُرآنِ

لا يَمْنَعُ التَّعميمَ في الباقي وذا **** في غايةِ الإيضاحِ والتِّبيانِ

****

 فكونُ اللهِ ربَّ العرشِ العظيمِ لا يَمنَعُ أنَّه ربُّ كلِّ شيْءٍ، ولكنَّه خصَّصَ العرْشَ لعظَمَةِ العرشِ، وإلا فهو ربُّ كلّ شيْءٍ، فقولُه: ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ [التوبة: 129] لا يعني أنَّ رُبوبيَّتَه خاصَّةٌ بالعرْشِ، وإنَّما ذَكَرَ العَرْشَ لعظَمَتِه، وفي هذا مَدْحٌ للعرْشِ وثنَاءٌ عليه وتَمْجيدٌ لِخِلْقَتِه، واخْتِصاصُه من بينِ سائرِ المخلوقاتِ تَشريفٌ، وإلا فالرَّبُّ سُبحانه عامَّةٌ رُبوبيَّتُه لكلِّ شيْءٍ، وعندَ الجهميَّةِ أنَّ تخصيصَ القُرآنِ بأنَّه كلامُ اللهِ وإضافَتَه إليه مثْلُ تَخْصيصِ العرْشِ بالرُّبوبيَّةِ ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ [التوبة: 129] من بابِ التَّشريفِ.

***


الشرح