والأمْرُ إمَّا مَصْدرٌ أو كانَ مَفْـ **** ـعـولاً هما في
ذاكَ مُسْتوِيانِ
مأمورُه هو قابِلٌ للأمْرِ كالـ **** ـمَصنوعِ قابِلُ
صَنْعَةَ الرَّحمنِ
فإذا انتَفَى الأمْرُ انتَفَى المأمورُ كالـ **** ـمخلوقِ يُنفَى
لانتِفَا الحِدْثانِ
وانظرْ إلى نَظْمِ السِّياقِ تجدْ به **** سرًّا عجيبًا
واضحَ البرهانِ
ذكَرَ الخُصوصَ وبعدَه مُتقدِّمًا **** والوَصْفَ
والتَّعميمَ في ذا الثَّاني
فأتَى بنَوْعَيْ خلْقِه وبأمْرِه **** فِعْلاً ووَصْفًا
مُوجزًا ببيانِ
فتَدَبَّرِ القُرآنَ إنْ رُمْتَ الهُدَى **** فالعِلْمُ تحْتَ
تدبُّرِ القُرآنِ
****
يقولُ:
إنَّه يَجِبُ على الإنسانِ أنْ يَتدبَّرَ السِّياقَ، وإذا تدبَّرَ السِّياقَ
عَرَفَ المَقصودَ، والسِّياقاتُ تَخْتَلِفُ، كلُّ سياقٍ له مَقْصَدٌ وله معنًى،
ولا يُحمَلُ بعضُه على بعضٍ إلا إذا كانَ لذلكَ سَبَبٌ، وإلا فالأصْلُ أنَّ كلَّ
معنًى مُستقِلٌّ عنِ الآخرِ. وتدبُّرُ القُرآنِ هو سَبيلُ الهِدايةِ والعِلْمِ
النَّافعِ.
***
الصفحة 3 / 445