عنْ فَهْمِه كتقاصُرِ الأفْهامِ عن **** قَوْلِ الإمامِ
الأعظمِ الشيباني
في اللفْظِ لمَّا أن نَفَى الضِّدَّيْنِ عنـ **** ـه واهْتَدى
للنَّفْي ذو عِرفانِ
فاللّفْظُ يَصْلُحُ مَصْدرًا هو فِعْلُنا **** كتلفُّظٍ بتلاوةِ
القرآنِ
وكذاكَ يَصلُحُ نفْسَ ملفوظٍ به **** وهو القرآنُ
فذانِ مُحتَملانِ
فلذاك أنكَرَ أحمدُ الإطْلاقَ في **** نَفْيٍ وإثْباتٍ
بلا فُرقانِ
****
قصَّرُوا في
فَهْمِ كلامِ البُخاريِّ كما قصَّرُوا في فَهْمِ كلامِ الإمامِ أحمدَ في مسألةِ
اللَّفظِ بالقرآنِ حيثُ نَفَى الضِّدَّيْنِ عنه، فلم يقُلْ: إنَّه مخلوقٌ ولا غيرُ
مخلوقٍ مطلقًا، بل فصَّلَ فقالَ: اللفظُ الذي هو بمعنى التَّلفُّظِ مخلوقٌ،
واللفظُ الذي هو بمعنى الملفوظِ غيرُ مخلوقٍ. وعَرَفَ ذلك من كلامِه أهْلُ
التَّحقيقِ منَ العلماءِ.
أنكَرَ الإمامُ أحمدُ أنْ يُقالَ: لفظي بالقرآنِ مخلوقٌ
مُطلقًا، وأنكَرَ أنْ يُقالَ: لفظي بالقرآنِ غيرُ مخلوقٍ مُطلقًا؛ لأنَّه لا بُدَّ
منَ التَّفصيلِ بينَ اللَّفظِ والملفوظِ.
***
الصفحة 11 / 445