اللهُ أكبرُ كمْ على المذْهبِ الـ **** ـملعونِ بينَ
النَّاسِ من شِيخانِ
يبغُون منهم دَعْوَةً ويُقَبِّلُو **** ن أياديًا منهم
رَجَا الغُفْرانِ
ولو أنَّهم عَرَفوا حقيقةَ أمرِهم **** رَجَمُوهم لا
شكَّ بالصَّوانِ
فابذُرْ لهمْ إن كنتَ تَبْغي كَشْفَهم **** وافْرِشْ لهم
كفًّا منَ الأتْبانِ
واظْهرْ بمظهر قابلٍ منهم ولا **** تظْهرْ بمظْهرِ
صاحبِ النُّكرانِ
وانظرْ إلى أنهارِ كُفْرٍ فُجِّرَتْ **** وتَهِمُّ لولا
السَّيفُ بالجَريانِ
****
أي كم على مذهبِ
أهلِ وحدةِ الوجودِ من مشايخِ الضَّلالِ الذين يُعظمُهمُ النَّاسُ لعَدَمِ
معرِفَتِهم بحقيقةِ مذْهَبِهم؛ لأنَّهم يُظْهِرون التُّقَى والتَّقَشُّفَ
والزُّهْدَ، ويَتَظاهرونَ بتَعْظيمِ الرَّسولِ والقُرآنِ والسُّنَّةِ، فلهذا
الْتَبَسَ أمرُهم على النَّاسِ فصاروا يُعظِّمونَهم ويَطْلُبون منهمُ الدَّعاءَ،
ويُقبِّلون أيدِيَهم تَعْظيمًا لهم، ولو علِمُوا حقيقةَ قولِهم في اللهِ، وأنَّه
هو الكوْنُ كلُّه بما فيهِ من كلِّ قَبيحٍ لرَجَمُوهم بالحِجَارةِ.
يعني إذا كنتَ تُريدُ معرِفَةَ مذهَبِهم فأظْهِرْ لهُمُ
المُوافَقَةَ والتَّعظيمَ لهم، ولا تُنكِرْ عليهم ليَبوحُوا لك بما عِندَهم إذا
وَثِقُوا مِنكَ فإنَّهم أهْلُ تَقِيَّةٍ ونفاقٍ.
***
الصفحة 8 / 445