×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

صوفيُّهم عبدُ الوجودِ المطلقِ الـ **** ـمعدومِ عندَ العقْلِ في الأعيانِ

أو مُلحِدٌ بالاتِّحاد يَدينُ لا التَّـ **** توحيـدُ مُنسَلِخٌ منَ الأدْيانِ

معبُودُه مَوطُوؤُه فيه يَرَى **** وَصْفَ الجمالِ ومَظْهرَ الإحْسانِ

****

 لمَّا ذَكَرَ أقْوالَ هذه الفِرَقِ الفَلْسفيَّةِ انتَقَلَ إلى قوْلِ الصُّوفيَّةِ الَّذين انحدروا من مذْهَبِ الفلاسفَةِ وهم قِسْمانِ:

صوفيَّةٌ معطِّلَةٌ على مذهَبِ الجهْميَّةِ، يَنفونَ الأسْماءَ والصِّفاتِ، ويعبدونَ ربًّا ليسَ له أسْماءٌ ولا صفاتٌ فهو ربٌّ معدومٌ؛ لأنَّ الذي ليس له أسْماءٌ ولا صفاتٌ معدومٌ.

وصوفيَّةٌ اتِّحاديَّةٌ ويأتي ذِكْرُها.

هذا هو القِسْمُ الثَّاني منَ الصُّوفيَّةِ المَلاحدَةِ وهم أهْلُ وَحْدَةِ الوُجودِ أتْباعُ ابنِ عربي الطَّائي الَّذين يقولون: إنَّ اللهَ هو الكَوْنُ كلُّه، ليس هناكَ خالِقٌ ومخلوقٌ ولا تعدُّدٌ ولا انقِسامٌ، ولا يُنزَّهُ اللهُ عنِ الأشْياءِ المُستقذرةِ؛ لأنَّها عيْنُ اللهِ عندَه، فاللهُ عندَهم هو المَوْطوءُ بالجِماعِ وهو المَأْكولُ وهو الكَلبُ والخِنزيرُ وهو كلُّ شيءٍ - تَعَالى اللهُ عمَّا يقولونَ عُلوًّا كَبيرًا -، وهذا انسِلاخٌ منَ الأدْيانِ كلِّها حيثُ لا يقولُ بهذا القوْلِ القبيحِ غيرُهم.


الشرح