×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَأخُو الجَهالَةِ فِي خَفارَةِ جهْلِهِ**** والجَهْلُ قَدْ يُنْجِي مِنَ الكُفْرانِ

****

 حتَّى أظهر اللهُ الحقَّ، وخذلَ الباطِلَ. وشيخ الإسلام ابن تيمية صبرَ على السَّجْنِ، والتغريبِ؛ حتَّى إنّه ماتَ في السجن رحمه الله، ومُنعت عنه الكتبُ والحِبر والأقلام؛ يخافون أن يكتُبَ، وهو في السجن، لكن كتبه الآن تتألَّقُ، وتظهر، والناس يُقبِلون عليها، هذا من نُصرة الله لهذا الدِّين ولهذا الحقِّ.

أخو الجهالة، يعني صاحب الجهالة، في خَفارة جهله، يعني قد قيَّدَهُ جهلُه، بخلاف العلماء فإنّهم قد قاموا بالواجب، أمّا الجاهلُ، فإنّه سلبيّ لم يفعل شيئًا، لكن الجهل بهذه الأمور قد يسْلَم بسببه الإنسان، فالجاهل الَّذي ما اطَّلعَ على كُتب هؤلاء وشُبهاتهم سَلِمَ منها، ولم يقعْ فيها، وإن كان الأولى والأفضل، بل الواجب أن يطَّلِعَ الإنسانُ عليها، وينقضَها، ويردَّها، ويخاصِمَ أهلها، لكن إذا لم يكن عنده تمكُّنٌ فإنه يجبُ عليه الابتعادُ، والقاعدة: أن الجاهل الَّذي ليس عنده بصيرة، ولا تعلّم علمًا يتسلَّح به، الواجب عليه أن يبتعِدَ عن كُتب أهل الضَّلال ولا يُطالِعَها، ولا يقْرَأ فيها؛ لأنّه مِثل الَّذي لم يتعلَّمِ السباحة، إذا أراد أن يسْبَحَ، ولم يُتْقِن السباحة يَغْرَق، فلا يمكن أن يدخُل في هذه المجالاتِ إلاَّ أهلُ الاختصاصِ وأهلُ العلم.

***


الشرح