×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَلِذَلِكَ اشْتَدَّ النَّكِيرُ عَلَيْهِمُ **** مِنْ سَائِرِ العُلَماءِ فِي البُلْدَانِ

صَاحُوا بِهِمْ مِن كُلِّ قُطْرٍ بَلْ رَمَوْا **** فِي إِثْرِهِمْ بِثَوَاقِبِ الشُّهْبانِ

عَرَفُوا الَّذي يُفْضِي إِلَيْهِ قَوْلُهُمْ****وَدَلِيلُهُمْ بِحَقِيقَةِ العِرْفانِ

****

 وأيضًا: هي عقوبة عُوقب بها من أعرضَ عن الكتاب والسُّنَّة؛ لأنَّ من ترك الحقَّ ابتُلي بالباطل ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ [الصف: 5] ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ [الأنعام: 110].

لمّا ظهرت هذه المقالات وهذه العلوم اليونانية لم يسكت علماء الإسلام بل أنكروا، وصاحوا بِها وبأهلِها، وهذه رُدودُهم، وهذه كُتُبهم موجودةٌ تشهد بذلك، فهذا دليلٌ على حِفْظِ الله لهذا الدِّين، وأنّه يُقيِّضُ له من يُدافع عنه، ويصدُّ أعداءَه.

ودليلُ ذلك: هذه الكتب التي بأيدينا تَرُدُّ على عُلماءِ الكلام، وتُفَنِّد أقوالَهم، هذا دليلٌ على أنّ العلماءَ لم يسكُتوا عن هذا الباطلِ، بل أنكروه، وبيَّنُوا بُطلانَهُ.

العلماء ما فعلوا هذا إلاَّ لمَّا عَرَفُوا ما يُفضي إليه قولُ هؤلاءِ مِنَ الباطلِ؛ فلذلك فَنَّدوهُ، وردُّوه، وعارضوا، وشنَّعوا على مَن قاله، فالإمام أحمد وقف موقفَه المشهور من الفِتنة: فِتْنَةِ خلْقِ القرآن، وقفَ في وجهِها، وصبرَ على المِحنة، وعلى الضَّرْب، وعلى السَّجن،


الشرح