فَصْلٌ: في الرَّدِّ على الجهميَّةِ المُعطِّلةِ
القائلينَ
بأنَّهُ ليس على العرشِ إلهٌ يُعْبَدُ ولا فوقَ
السَّماوات إلهٌ يُصلَّى لهُ
****
ويُسْجَدُ، وبيان فسادِ قولِهم **** عقلاً ونقلاً
ولغةً وفطرةً
واللهُ كانَ وَلَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَهُ **** وَيَرَى
البَرِيَّةَ وَهِيَ ذُو حِدْثانِ
****
هذا البابُ وما
بعدَه في إثباتِ عُلُوِّ اللهِ على خلقِه واستوائِه على عرشِه - كما دَلَّتْ على
ذلك الأدلةُ مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ - والرَّدِّ على من ينفي العُلُوَّ أو ينفي
الاستواء كالجهميَّةِ والمعتزلة والأشاعرة ومَن سار على دَرْبِهم، والشيخ ردَّ
عليهم بأدلةٍ عقليَّة ثُمَّ أتبعها بأدلَّةٍ نقليَّةٍ من الكتابِ والسُّنَّةِ
تدُلُّ على إثباتِ العُلوِّ لله سبحانه وتعالى.
كان الله جل وعلا، وليس شيءٌ غيرَه، فهو الأول بلا
بداية، ولا يُشاركه أحدٌ في أَوَّليَّته سبحانه وتعالى، يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم في دعائه: «أنْتَ الأوَّلُ فَلَيْسَ
قَبْلَكَ شَيْءٌ» ([1])
فاللهُ ليس قبلَه شيء، ولا معه شيء، وإنما سبحانه وتعالى، هو الأول والآخر والظاهر
والباطن، وهو بكلِّ شيءٍ عليم.
إلى حديث عمران بن حصين «كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ» وفي رواية «وَلاَ شَيْءَ مَعَهُ» ([2])وأمّا الخلق فإنهم مخلوقون مُحدَثون
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2713).
الصفحة 1 / 445