فَسَلِ المُعَطِّلَ هَلْ بَراهَا خَارِجًا **** عَنْ ذَاتِهِ
أَمْ فِيهِ حَلَّتْ ذَانِ
لاَ بُدَّ مِنْ إِحْداهُمَا أَوْ أَنَّهَا **** هِيَ عَيْنُهُ مَا
ثَمَّ مَوْجُودَانِ
مَا ثَمَّ مَخْلُوقٌ وَخالِقُهُ وَمَا **** شَيْءٌ مُغايِرُ
هَذِهِ الأعْيَانِ
لاَ بُدَّ مِنْ إِحْدَى ثَلاثٍ مَا لَهَا **** مِنْ رَابِعٍ
خِلْوًا عَنِ الرَّوَغَانِ
****
بعد أن لم
يكونوا، والبريَّة: يعني الخلق، وذو حِدثان: الحدثان: الوجود بعد
العدم، فالله أوجد المخلوقاتِ من العَدَم، ﴿فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الشورى: 11] أي: مُوجدهما على غير مثالٍ سابق ﴿هَلۡ أَتَىٰ
عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡٔٗا مَّذۡكُورًا﴾ [الإنسان: 1] فكلُّ شيء فهو مخلوق من العدم، وأمّا الله
جل وعلا فهو الأولُ الَّذي ليس قبله شيء، والآخِرُ الَّذي ليس بعده شيء سبحانه
وتعالى ﴿لَمۡ يَلِدۡ
وَلَمۡ يُولَدۡ ٣وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤﴾
[الإخلاص: 3- 4].
هذا دليلٌ عقليٌّ أوردَهُ الشَّيْخُ رحمه الله، على عُلُوِّ الله سبحانه وتعالى، وهو أنه يقول: هل تقولونَ: إنَّ هذا الوجودَ شيءٌ واحدٌ ليس فيه انقسام، وأنه هو الله؟! ما هناك خالقٌ ولا مخلوقٌ، فهذا قولُ الاتحاديَّةِ، أَهْل وَحدة الوجود، وهم أكفرُ الخلقِ، أو تقولون: إنّ هناك خالقًا ومخلوقًا، وإذا قلتم: إن هناك خالقًا ومخلوقًا، هل الله حالٌّ في هذه المخلوقات أو خارجٌ عنها، فإن قلتم: إنّه حالٌّ فيها فهذا قول الحلولية،