قُلْ لِلْمُعَطِّلِ هَلْ تَقُولُ إِلَهُنَا الْـ **** ـمَعْبُودُ
حَقًّا خَارِجَ الأذْهانِ
فَإِذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ **** لِلرَّبِّ حَقًّا
بَالِغُ الكُفْرَانِ
وَإِذَا أَقَرَّ بِهِ فَسَلْهُ ثانِيًا **** أَتَرَاهُ غَيْرَ
جَمِيعِ ذِي الأكْوَانِ
فَإِذَا نَفَى هَذَا وَقَالَ بِأَنَّهُ **** هُوَ عَيْنُهَا
مَا هَا هُنَا غَيْرَانِ
فَقَدِ ارْتَدَى بِالاتِّحَادِ مُصَرِّحًا **** بِالكُفْرِ
جَاحِدَ رَبِّهِ الرَّحْمَنِ
****
النتيجةُ
المطلوبة، أنّ الله جل وعلا كائنٌ قبل كلِّ شيءٍ، وأنّه بائنٌ من خلقه، فيلزم
إثباتُ العلُوِّ؛ لأنَّ أليقَ الجهات في حقِّه سبحانه هو العلُوُّ، والمخلوقات
كلُّها تحته سبحانه وتعالى، فحصل حينئذٍ في نهاية هذا الدليل المطلوب، وإن قالوا:
إنّه لا داخل العالم ولا خارج العالم ولا فوق ولا تحت لَزِمهم الباطلُ؛ لأنّ هذا
ليس له وجود، وهو العَدَم.
إذا قال: إنّه موجود في الأذهان لا في الأعيان، فهذا
تعطيل.
إذا أقرّ بأنه خارج الأذهان فتقول: هل وجودُه وجودُ هذه الكائنات فهذا قولُ أهلِ وَحْدةِ الوجود.