بَلْ فَسَّرُوهُ بأنَّ قَدْرَ اللهِ أَعْـ **** ـلَى لاَ
بِفَوْقِ الذَّاتِ لِلرَّحْمَنِ
قَالُوا وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ النَّاسِ فِي **** ذَهَبٍ يُرَى
مِنْ خَالِصِ العِقْيَانِ
هُوَ فَوْقَ جِنْسِ الفِضَّةِ البَيْضَاءِ لاَ **** بِالذَّاتِ بَلْ
فِي مُقْتَضَى الأَثْمَانِ
وَالفَوْقُ أَنْوَاعٌ كُلُّهَا **** للهِ ثَابِتَةٌ
بِلا نُكْرَانِ
هَذَا الَّذي قَالُوا وَفَوْقَ القَهْرِ وَالْـ **** فَوْقِيَّةِ
العُلْيَا عَلَى الأَكْوَانِ
****
يقول:
إنَّ المعطِّلَةَ يُفسِّرون الفوقيَّةَ بفوقيَّةِ القَدْرِ لا بفوقيَّةِ الذَّات
كما تقول: الذهب فوق الفِضَّة، أي: في القَدْر؛ فنقول: هذا ليس فيه مَدْحٌ، فأنت
إذا قلت: السيف فوق العصا، لم يكن في هذا مدح للسيف، قال الشاعر:
أَلَمْ تَرَ أنَّ السَّيْفَ
يَنْقُصُ قَدْرُهُ **** إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ العَصَا
فهذا ليس فيه مدحٌ. وصفاتُ الله إنما جاءت بالمدح
والثناء على الله سبحانه وتعالى، فالنُّفاة جحدوا معنًى من معاني الفوقيَّةِ، وهو
فوقيَّةُ الذات.
وهذه الثلاثُ التي هي فوقيَّة الذَّاتِ وفوقيَّة القَدْر
وفوقية القهر كلُّها ثابتةٌ لله.
***
الصفحة 3 / 445